قال أحمد شوقي
- قــــــمْ للمعـــلمِ وفِّهِ
التبجــيلا ... كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا
- أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ...
يبني وينشيءُ أنفساً وعقولا
- سبحـــــانَكَ اللّهمَّ خيرَ معلمٍ ... عَّلمتَ
بالقلمِ القرونَ الأولى
- أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتِهِ ... وهديتَهُ النورَ
المبينَ سبيلا
- وطبْعَتهُ بيد المعلمِ تارةً ... صدئَ الحديدِ وتارةً مصقولا
-
وإِذا المعلمُ لم يكن عدلاً سرى ... روحُ العدالةِ في الشبابِ ضئيلا
- وإِذا
المعلمُ ساءَ لحظَ بصيرةٍ ... جاءتْ على يدهِ البصائرُ حُولا
- وإِذا أتى الإِرشادُ
من سببِ الهوى ... ومن الغُرورِ فسِّمه التضليلا
و قال ابراهيم طوقان (و هو معلم من
فلسطين)
- شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي ... ( قُمْ للمــــعلمِ وفِّه التبجــــيلا )
- اقعدْ فديتُكَ هل يكونُ مبجلاً ؟ ... من كان للنشئِ الصغارِ خليلا
- ويكادُ
يفلقني الأميرُ بقوله : ... ( كادَ المعلمُ أن يكونَ رسولا )
- لو جربَ التعليمَ
شوقي ساعةً ... لقضى الحياةَ شقاوةً وخُــمولا
- حسبُ المعلمِ غُمَّةّ وكآبةً ...
مرأى الدفــاترِ بكرةً وأصيلا
- مائةٌ على مائةٍ إِذا هي صُحِّحَتْْ ... وجدَ العمى
نحو العيونِ سبيلا
- ولو ان في التصحيح نفعا يرتجى ... وابيك لم اك بالعيون بخيلا
-
لكــن اصحح غلطة نحوية ... مثلا و اتخذ الكتـــاب دليلا
- مســـترشدا بالغر من
آيــاته ... او بالحديث مفصلا تفصيلا
- و أغوص في الشعر القديم أنتقي ... ما ليس
ملتبسا و لا مبذولا
- و أكاد ابعث سيبويه من البلى ... وذويه من أهل القرون الأولى
- و أرى حمــارا بعد ذلك كله ... رفع المضاف إليه و المفعولا
- لا تعجَبوا إِن صحتُ
يوماً صيحةً ... وسقطتُ مابين البنوكِ قتيــلا
- يا من يريدُ الانتحـارَ وجدْتَهُ
... إِن المعلــمَ لا يعيـشُ طويلا
و قال عادل عبد الوهاب (في الاستدراك على النظرة
المحبطة لابراهيم طوقان و منصفا لنوابغ الطلاب) :
ما عاب صرح العلم و هو منوَّر * إن
لم تجد في طالبيه نبيلا
... أهل النجابة و الرسوخ بعلمهم ... تلقاهم بين الأنام
قليلا
... و العلم في طلابه شُهُب فلا ... تحتاج في تدريسهم تطويلا
... فهموا المراد
و ا
أبدعوا و توهجوا... أدبا و علما حجة و دليلا
... فإذا رميت النص في جو السما ...
فهموه حتى يصرعوه قتيلا
... أما اللغات فسيبويه إمامهم ... ورفاقه أهل القرون الأولى
... وإذا سالت عن العلوم و شرحها ... تجد الجواب مؤكدا و أصيلا
... وقراءة القرآن هم أصحابها ... قرءوا الكتاب مرتلا ترتيلا
... عرفوا الحروف وأتقنوا أحكامها ... و كذا
الحديث مفصلا تفصيلا
... و إذا امتحنت عقولهم و ذكاءهم ... لملأت أسماع الورى تهليلا
... ولصحت إن العلم أسمى غاية ... لا أبتغي عنه الحياة بديلا
... ما ضرهم لو قد رأيت حمارهم
... رفع المضاف اليه و المفعولا
... أو إن وجدت بليدهم متفلسفا... جعل الصحيح مكسرا و
عليلا
... فالزهر ليس يضره متسلق... بل يزدهي متألقا و جميلا
... لا تعجبوا إن صحت يوما
قائلا ... عاش المعلم في الورى قنديلا
... هو فارس الميدان يظهر عزمه ... مرأى الدفاتر
بكرة و أصيلا
... هو زينة الأوطان يعلو هامها ... وتراه فوق رءوسها إكليلا
... يا من يريد
الافتخار وجدته ... (كاد المعلم أن يكون رسولا)