سألني أحد طلابي و قد بدت عليه بعض أعراض الإلحاد : لماذا خلقنا الله و لم يتركنا في عالم العدم ؟ و وجدت حوارا مماثلا في بعض مجموعات الفيس بوك فأجبتهم قائلا : الخلق من صفات الكمال للخالق العظيم ، و التصميم البديع من علامات حكمته الكاملة ، فكثرة خلقه مع تنوعه دليل على قدرته المطلقة لذلك وصف نفسه بأنه ( الخلاق ) و هي صيغة مبالغة على وزن فعال أي كثير الخلق ، و هذه وحدها كافية لوجود الخلق ، فالقادر يخلق و العاجز لا يخلق ، و الله عز وجل خلق المخلوقات و هو مستغن عنها جميعا كما أخبرنا أنه (غني عن العالمين ) فهي لا تنفعه و لا تضره ، و مع ذلك خلقها و أظهر فيها آثار أسمائه و صفاته لأنه رزاق فأوجد من يرزقه ، و لأنه رحيم فأوجد من يرحمه ، و لأنه حكيم فأوجد من يمتحنه ، و خلق الجنة لأهل طاعته و النار لأهل معصيته .
و خلق الله لنا عقولا محدودة لا تحيط بكل شيء من مخلوقاته مثل السماء التي فوقنا ما حقيقتها ؟ما بناؤها؟ ما ارتفاعها؟ و الزمن ماهو ؟و كيف وجد ؟ و أين يوجد؟ و لم لا نشاهده ؟ و العقل نفسه ما حقيقته ؟ و ما طبيعته ؟ و لماذا لا نراه ؟ فهذه بعض مخلوقاته نعجز عن رؤيتها و إدراك كنهها فكيف بحقيقة ذاته و تفاصيل حكمته جل في علاه !! و لو كنا نعلم كل شيء و ندرك كل شيء لكنا مثله و هو ( ليس كمثله شيء) ، فالتسليم هو الحل السليم لبعض تساؤلاتنا التي لا نجد لها جوابا مطلقا أو تلك التي لا نجد لها إجابة حاضرة لأن صانعنا أخبرنا بذلك فقال ( وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِیلࣰا)
[سورة الإسراء 85]
بل التسليم و عدمه داخل في الامتحان الذي خلقنا من أجله ، و البعض يقابل ذلك بالإنكار و الجحود و يسمى ذلك منهجا علميا و منطقيا و هو لا يعلم أنه قد رسب في الامتحان مع أن خالقه اخبره قائلا (وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ)
[سورة البقرة 255]
القرآن يتكلم بعزة و لا يبالي بالساخرين و الطاعنين بل يسخر منهم و من تفكيرهم الساذج و يقول (مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمࣲ وَلَا لِآبَاۤئهِمۡۚ كَبُرَتۡ كَلِمَةࣰ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡۚ إِن یَقُولُونَ إِلَّا كَذِبࣰا)
[سورة الكهف 5]
و يربي القرآن أتباعه على هذه العزة و القوة و الصدع بالحق فيقول لكل مسلم (وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَاۤءَ فَلۡیُؤۡمِن وَمَن شَاۤءَ فَلۡیَكۡفُرۡۚ إِنَّاۤ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِینَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن یَسۡتَغِیثُوا۟ یُغَاثُوا۟ بِمَاۤءࣲ كَٱلۡمُهۡلِ یَشۡوِی ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَاۤءَتۡ مُرۡتَفَقًا)
[سورة الكهف 29]
رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا و نبيا.
🖋أبو المقداد(عادل عبدالوهاب)
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=http://migdad7.blogspot.com/%3Fm%3D1&ved=2ahUKEwje-_icsLj6AhU7g_0HHU1_AYsQFnoECAYQAQ&usg=AOvVaw1Ks0eGAn98tkxAK80qdIQd
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق