قال
الإمام أبو زيد عبدالرحمن بن سعيد الأخضري المالكي
في منظومته ( الجوهرة القدسية (:
و الرقص و الصراخ و التصفيق
عمـــــدا بذكـــر الله لا يـــلــيـــق
و إنمـــا المطلــوب في الأذكــار
الذكــــر بالخـشـوع و الوقـــــار
فقــد رأيــنــا فرقة إن ذكـــــروا
تبـدعــــوا و ربمــا قد كـــــفروا
و فعلــوا في الذكر فعلا منــكرا
صـعبا فجـاهدهم جـهـادا أكـبـرا
خـــلوا من اسم الله حرف الهـاء
فألحــدوا في أعظــم الأســــماء
لـــقد أتــــــوا و الله شيئــــــا إدا
تخـــــر منه الشامخـــــــات هدا
و الألــف المــحذوف قبــل الهاء
قد أسقطــــوه و هو ذو إخــــفاء
و زعمــــــوا أن لهم أحــــــوالا
و أنـــهم قد بلــغــوا الكمـــــــال
و القوم لا يدرون ما الأحـــوالا
فكونـــها لمثـــــلـــهم محــــــالا
حاشا بسـاط القدس و الكمـــــال
تطــــــؤه حــــوافر الجـــــــهال
و الجاهلــون كالحـــمير الموكفة
و العـــــارفون ســــــادة مشرفة
و قال بعــــض الســــادة المتبعة
في رجز يهـــجـــو به المبتدعــة
ويذكــــــرون الله بالتــغيــيــــر
و يشـطحــون الشطـح كالحمير
و ينبحــــون النبـــح كالكــلاب
طرقـــهم ليســـت على صـواب
و ليــس فيـــهم مـن فتى مطيع
فلعنــــة الله علـــى الجمـــــيع
قد ادعــــوا مراتــب جليــــلة
و الشـــرع قـــد تجنبـوا سبيله
قــد نــبــذوا شرعة الرســول
و القــوم قد حادوا عن السبيل
لم يدخــلــوا دائـــرة الحقـيـقـة
كـلا و لا دائـــرة الطـــريقـــة
لم يـقـتـدوا بســيــد الأنـــــــام
فخـرجــوا عــن ملــة الإسلام
لم يدخلــــوا دائــرة الشريـعـة
و أولــعـوا بــبـدع شـنـيـعــــة
لم يـــعمــلوا بمقـتـضى الكتاب
و سـنـــة الهـادي الى الصواب
قـــد مــلـكــت قـلوبـهـم أوهــام
فالقــــــوم ابــليـــس لهم امـــــام
كــفــاك فــي جــميــعـم خيـانـة
أن أخلـطـوا الدنـي بالــديــانـــة
و انـتـــهكـوا محـــارم الشـريعة
و سلـكـــوا مســـــالك الـخـديـعة
مـن كـان في نـيــل الكمال راجيا
و عــن شـــريــعــة الرسول نائيا
فـإنــه ملــبـــس مــــفــتـــــــــــون
أو عــقــلـــه مخـــبــــل مــجنــون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق