شريط اعلانات

اخوتي في مشارق الارض و مغاربها .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. هذه مدونة متواضعة الهدف منها: -خدمة الشريعة .. - نشر العلم النافع .. - تصحيح ما تيسر من المفاهيم الخاطئة .. -الترويح عن النفوس ببعض الملح و النوادر و الحكم .. - و ان تكون صدقة جارية بعد مفارقة هذه الحياة الفانية .. والعضوية فيها مفتوحة لكل من يؤمن بهذه الاهداف ليشارك في خدمة الاسلام و نفع المسلمين . مشاركتكم تقوينا .. وتعليقكم ينفعنا .. و زيارتكم تشجعنا*** اقرأ في هذه المدونة : المظاهر خداعة -الاسلام دين الفطرة و الانسجام مع الكون - من طرائف الطلاب (من هنا و هناك) - علمتني الطبيعة - وحوش المجرة- يمكن البحث في مواضيع المدونة و أرشيفها من خلال زر البحث - و يمكن ترجمتها الى أكثر من 40 لغة من خلال زر الترجمة

الثلاثاء، مارس 05، 2013

ممنوعات


احذر .. ممنوع الاقتراب
الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد

احذر عدوك مــــــــــــــــرة ** واحذر صديقك ألف مــــــــــرة
فلربمــا انقلب الصديــــــــق ** فكان أعـــــلم بالمــــــــــضرة


هذه من الحكم السائرة عند العرب ، و من القواعد المتداولة بين العقلاء

وقد جاء هذا المعنى في القرءان الكريم ، فقال الله عز و جل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )التغابن 14-15

و من صفات المنافقين أن الواحد منهم ذو وجهين و لسانين حيث قال الله عنهم (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) البقرة 14
 
و مصداق ذلك ايضا الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ، ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " رواه الترمذي‌.و صححه الالباني . و يروى موقوفا على علي رضي الله عنه و هو الاصح .
 
و قد قيل : الناس كالسيارات ان لم تجعل بينك و بينهم مسافة كافية حصل الصدام .

و قال الشاعر في هذا المعنى    


فَيا عَجَباً لمـن رَبَّيـتُ طِفـلاً * أُلَقِّمُـه بـأَطـرافِ البَـنـانِ
 أُعَلِّمُـه الرمايَـة كُـلَّ يَـومٍ * فَلَمّا اشتـدَّ ساعِـدهُ رَمانـي
وَكَم علمتُـه نظـمَ القوافِـي * فَلمـا قـالَ قافيـةً هجـانـي
أَعلَّمـه الفُتُـوَّة كـل وَقـتٍ * فَلَمّـا طَـرَّ شارِبُـه جَفانـي


و قال الآخر متحسرا   :


واخــــوان حسبتهم دروعا * فكانــــــوها و لكن للأعادي

و خلتهم سهاما صائبــــات * فكـــــانوها و لكن في فؤادي

وقالوا قد صفت منـــا قلوب ‍*  فقد صدقوا ولكن عن ودادي
وقالـــوا قد سعينا كل سعي ‍*  لقد صدقوا ولكن في فسادي


و السلامة في المداراة :


وقد أمر الله عز و جل بذلك فقال (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) المؤمنون 96

 وقال جل و علا (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ  ) فصلت 34-35

و قد كان ذلك هدي خير البشر صلى الله عليه و سلم ، فكان لا يواجه الناس بما يكرهون ، و اذا غضب عرف الغضب في وجهه ، و كان لا يعيب طعاما قط ان اشتهاه اكله و ان كرهه تركه ، و كان يداري المنافقين اتقاء لشرهم ، و على رأسهم عبد الله ابن ابي فقد كان يلاطفه في الخطاب ونهى عن قتله هو يعلم ما في قلبه من الحقد .



وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى 

 : ما دمت حيا فدار الناس كلــــــــــــــهم *  فإنما أنت في دار المداراة
من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى * عما قليل نديما للندامـــــات


وقال زهير في معلقته :

ومن لا يصانع في أمور كثيرة  * يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

                  (والمنسم الرجل استعارة ، وهو في الأصل للدواب )
وقال آخر :
أداريهم ما دمت حيا بدارهم * وأرضيهم ما دمت في أرضهم أسعى
وأطلب بالإخلاص لله منهم *  خلاصا فكانـــــــوا كيف قلّبتهم أفعى

وفي لامية ابن الوردي :

دارِ جارَ الدارِ إن جارَ وإن لم *  تجد صبراً فما أحلى النقل


وقال محمد بن أبي سعيد بن شرف القيرواني رحمه الله تعالى :

إن تُلقِك الغربـةُ في معشر * قــــد جُبِل الطبع على بُغضهم
فدارهم ما دمت في دارهم * وأرضهم ما دمت في أرضهم


و المداراة هي بذل الدنيا من أجل الدين , أما المداهنة فهي بذل الدين من أجل الدنيا

و بين ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح الفرق بينهما بيانا شافيا فقال :
المداراة صفة مدح والمداهنة صفة ذم والفرق بينهما أن المداري يتلطف بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل .والمداهن يتلطف به ليقره على باطله ويتركه على هواه .فالمداراة من صفات أهل الإيمان والمداهنة من صفات أهل النفاق .


قال رجل للإمام العلامة ابن عقيل كما في الفنون : أسمع وصية الله عز وجل يقول ) ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ( ، وأسمع الناس يعدون من يظهر خلاف ما يبطن منافقا فكيف لي بطاعة الله تعالى والتخلص من النفاق ؟ فقال : النفاق هو إظهار الجميل وإبطان القبيح وإضمار الشر مع إظهار الخير لإيقاع الشر ، والذي تضمنته الآية إظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن، اهـ.



وقد قلت في ذلك :


الصحب في هذا الزمان بــلاء * والقرب منهم خيبة و عنــــاء

ألفاظهم معسولة و فعالــــــهم * مسمومة بل حية رقطـــــــــاء

صولاتهم في لهوهم مشهـودة * كلماتهم براقة جوفـــــــــــــاء

هم في المجاز وقاية و صيانة * هم في الحقيقة أرجل عرجاء

عند الفضائح أنفس تواقـــــــة * و لدى الفضائل  أعين عمياء

هم في الرذائل همة و فصاحة * هم في المكارم ألسن خرساء

(رمل تداخل بعضه في بعضه) * فالشكل صخر جلمد و بناء

فاحذر دسائسهم و كن متيقظا * فالشهد سم و الوجوه طــــلاء

من عاشر الحرباء مغرورا بها * عرف الحقيقة غرة وغبــاء

من نام في جحر الأفاعي آمنا * لقي  المنون و لامه الأحيـــاء

 من يلق ذئبا طامعا في رحمة * فمصيره التمزيق و الأشــلاء

فاختر جليسك و انتقيه تفرسا  * خير الصحاب السادة النجباء

هم في المكارم قدوة وضاءة * هم في المكاره بلسم و شفـــاء  

عند النداء سواعد مفتولـة * هم في النوازل في الورى فقهاء

هم في الدياجي أنجم براقة * عند الشدائد عدة و رخــــــــاء

و اذا رآك الله بين جموعهم * لم تشق أبدا والجنان جــــزاء
 
و الله المستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق