شريط اعلانات

اخوتي في مشارق الارض و مغاربها .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. هذه مدونة متواضعة الهدف منها: -خدمة الشريعة .. - نشر العلم النافع .. - تصحيح ما تيسر من المفاهيم الخاطئة .. -الترويح عن النفوس ببعض الملح و النوادر و الحكم .. - و ان تكون صدقة جارية بعد مفارقة هذه الحياة الفانية .. والعضوية فيها مفتوحة لكل من يؤمن بهذه الاهداف ليشارك في خدمة الاسلام و نفع المسلمين . مشاركتكم تقوينا .. وتعليقكم ينفعنا .. و زيارتكم تشجعنا*** اقرأ في هذه المدونة : المظاهر خداعة -الاسلام دين الفطرة و الانسجام مع الكون - من طرائف الطلاب (من هنا و هناك) - علمتني الطبيعة - وحوش المجرة- يمكن البحث في مواضيع المدونة و أرشيفها من خلال زر البحث - و يمكن ترجمتها الى أكثر من 40 لغة من خلال زر الترجمة

الخميس، مايو 24، 2012

من درر ابن القيم معنى (و جعلنا بعضكم لبعض فتنة)

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول بن القيم رحمه الله في قول الله جل وعلا

( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )

وهذا عامٌّ في جميع الخلق ، امتحن بعضهم ببعض

فامتحنَ الرُّسُلَ بالمرسَل إليهم ، ودعوتهم إلى الحق ، والصبر على أذاهم ، وتحمُّلِ المشاقّ في تبليغهم رسالاتِ ربِّهم .
وامتحنَ المرسَلَ إليهم بالرسُل ، وهل يطيعونهم ، وينصرونهم ، ويُصدّقونهم ؟
أم يكفرون بهم ، ويرُدّون عليهم ، ويقاتلونهم ؟

وامتحنَ العلماءَ بالجهّال ، هل يعلِّمونهم ، وينصحونهم ، ويصبرون على تعليمهم ، ونصحهم ، وإرشادهم ، ولوازم ذلك .
وامتحن الجهالَ بالعلماء ، هل يطيعونهم ، ويهتدون بهم ؟

وامتحن الملوك بالرعية ، والرعية بالملوك .

وامتحن الأغنياء بالفقراء ، والفقراء بالأغنياء .

وامتحن الضعفاء بالأقوياء ، والأقوياء بالضعفاء .

والسادة بالأتباع ، والأتباع بالسادة .

وامتحن المالكَ بمملوكه ، ومملوكَه به .

وامتحن الرجل بامرأته ، وامرأته به .

وامتحن الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال .

والمؤمنين بالكفار ، والكفار بالمؤمنين .

وامتحن الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم ، وامتحن المأمورين بهم .

ولذلك كان فقراءُ المؤمنين وضعفاؤهم من أتباع الرسل ، فتنةً لأغنيائهم ورؤسائهم ، امتنعوا من الإيمان بعد معرفتهم بصدق الرسُل ، وقالوا ﴿ لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ﴾ هؤلاء ، وقالوا لنوح عليه السلام ﴿ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴾ .
قال تعالى ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ﴾ فإذا رأى الشريفُ الرئيسُ المسكينَ الذليلَ قد سَبَقَهُ إلى الإيمان ومتابعةِ الرسول ، حَمِىَ وأنِفَ أن يُسْلِمَ فيكون مثله ! وقال أُسلم فأكون أنا وهذا الوضيع على حد سواء ؟!

قال الزَّجَّاج كان الرجلُ الشريفُ ربما أراد الإسلام ، فيمتنع منه لئلا يقال أسلم قبله من هو دونه ، فيقيمُ على كفرهِ ، لئلاّ يكون للمسلم السابقةُ عليه في الفضل .

ومن كون بعض الناس لبعضهم فتنة

أن الفقير يقول لِمَ لَمْ أكنْ مثل الغنيّ
ويقول الضعيف هلاَّ كنتُ مثل القوي
ويقول المبتلَى هلا كنتُ مثل المعافَى
وقال الكفار ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ﴾ .
قال مُقاتل نزلت في افتتانِ المشركين بفقراء المهاجرين - نحو خبّاب ، وصهيب ، وبلال وأبي ذرٍّ ، وابن مسعود ، وعمّار - كان كفّارُ قريشٍ يقولون انظروا إلى هؤلاء الذين تَبِعوا محمداً من موالينا وأراذلنا
قال الله تعالى ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ۝ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ۝ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾
فأخبر - سبحانه - أنه جزاهم على صبرهم كما قال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ﴾.

قال الزَّجَّاج أي أتصبرون على البلاء ، فقد عرفتم ما وَجدَ الصابرون

قُلت قَرَنَ الله - سبحانه - الفتنةَ بالصبر ههنا ، وفي قوله ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا ﴾ فليس لمن قد فُتِن بفتنةٍ دواءٌ مثلُ الصبرِ ، فإن صبرَ كانت الفتنةُ مُمَحِّصَةً له ، ومُخلِّصة من الذنوب ، كما يُخلّصُ الكِيرُ خَبَثَ الذَّهبِ والفِضّة .

فالفتنةُ كيرُ القلوب ، ومَحَكّ الإيمان ، وبها يتبين الصادق من الكاذب .

قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾.

فالفتنةُ قَسَمتِ الناس إلى صادقٍ وكاذبٍ ، ومؤمن ومنافق ، وطيبٍ وخبيث ، فمن صبر عليها ، كانت رحمةً في حقِّه ، ونجا بصبره من فتنةٍ أعظم منها ، ومن لم يصبر عليها وقع في فتنةٍ أشّدَّ منها .

فالفتنة لا بد منها في الدنيا والآخرة كما قال تعالى ﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ۝ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ فالنار فتنة من لم يصبر على فتنة الدنيا ، قال تعالى في شجرة الزقوم ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ﴾.

والكافر مفتونٌ بالمؤمن في الدنيا ، كما أن المؤمن مفتون به ، ولهذا سألَ المؤمنون ربّهم أنْ لا يجعلهم فتنةً للذين كفروا ، كما قال الحُنفاء ﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ۝ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ وقال أصحاب موسى عليه السلام ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾.

قال مجاهد المعنى لا تعذبنا بأيديهم ، ولا بعذابٍ من عندك ، فيقولون لو كان هؤلاء على الحق ، ما أصابهم هذا .
وقال الزَّجَّاج معناه لا تُظهِرهم علينا فيظنّوا أنهم على حقٍّ ، فيفتنوا بذلك .
وقال الفرّاء لا تُظهر علينا الكفارَ فيَرَوْا أنهم على حقٍّ وأنَّا على باطل .
وقال مقاتل لا تُقتِّر علينا الرزق وتبْسُطه عليهم فيكون ذلك فتنة لهم .
وقد أخبر الله سبحانه أنه قد فتن كلا من الفريقين بالفريق الآخر فقال ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ﴾ فقال الله تعالى ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ .
والمقصود أن الله - سبحانه - فتن أصحاب الشهواتِ بالصّوَر الجميلة ، وفَتن أولئك بهم ، فكل من النوعين فتنةٌ للآخر ، فمن صبر منهم على تلك الفتنة نجا مما هو أعظم منها ، ومن أصابته تلك الفتنة سقط فيما هو شرّ منها ، فإن تدارك ذلك بالتوبة النصوح ، وإلا فبسبيل من هلَكَ ، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم - « مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ » [رواه البخاري وسلم] أو كما قال.

فالعبدُ في هذه الدار مفتونٌ بشهواته ، ونفسه الأمّارة ، وشيطانه المغوِي المزين ، وقرنائه ، وما يراه ، ويشاهده ، مما يَعجِزُ صبرُهُ عنه ، ويتفقُ مع ذلك ضعفُ الإيمان واليقين ، وضعف القلب ، ومرارة الصبر ، وذوق حلاوة العاجل ، وميل النفس إلى زهرة الحياة الدنيا ، وكون العِوض مؤجّلاً في دار أخرى غير هذه الدار التي خلق فيها ، وفيها نشأ ، فهو مكلفٌ بأن يترك شهوته الحاضرة المشاهدة لغيب طلب منه الإيمان به

فوالله لولا الله يُسعِد عبده ...,. بتوفيقه والله بالعبد أرحمُ
لما ثَبَتَ الأيمان يوماً بقلبه ... على هذه العلاّت والأمرُ أعظمُ
ولا طاوعته النفس في ترك شهوةٍ ... مخافةَ نارٍ جمرُها يتضرَّم
ولا خافَ يوماً من مقام إلهه .. عليه بحكمٍ القِسطِ إذ ليسَ يُظلم      


(منقول)

الأحد، مايو 13، 2012

قصة قلم الرصاص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة القلم .... فأستمعوا اليها علكم تجدون ما وجدت

في البدء، تكلم صانع قلم الرصاص الى قلم الرصاص قائلا:

”هناك خمسة امور اريدك ان تعرفها قبل ان ارسلك الى العالم. تذكرها دائما وستكون افضل قلم رصاص ممكن.“

سوف تكون قادرا على عمل الكثير من الامور العظيمة ولكن فقط ان اصبحت في يد احدهم.


سوف تتعرض لبري مؤلم بين فترة وأخرى، ولكن هذا ضروري لجعلك قلما افضل.


لديك القدرة على تصحيح اي اخطاء قد ترتكبها


ودائما سيكون الجزء الاهم فيك هو ما في داخلك.


ومهما كانت ظروفك فيجب عليك ان تستمر بالكتابة. وعليك ان تترك دائما خطا واضحا وراءك مهما كانت قساوة الموقف.


وفهم القلم ما قد طُلب منه، ودخل الى علبة الاقلام تمهيدا للذهاب الى العالم بعد ان ادرك تماما غرض صانعه عندما صنعه.


والان بوضع نفسك محل هذا القلم فتذكر دائما ولا تنسى هذه الامور الخمسة وستصبح انت افضل انسان ممكن.


ستكون قادرا على صنع العديد من الامور العظيمة، ولكن فقط اذا ما تركت نفسك بين يدي الله. ودع باقي البشر
يقصدوك لكثرة المواهب التي امتلكتها انت.

سوف تتعرض لبري مؤلم بين فترة واخرى، بواسطة المشاكل التي ستواجهها، ولكنك ستحتاج هذا البري كي تصبح انسانا اقوى.


ستكون قادرا على تصحيح الاخطاء والنمو عبرها


والجزء الاهم منك سيكون دائما هو داخلك.



وفي اي طريق قد تمشي، فعليك ان تترك اثرك. وبغض النظر عن الموقف، فعليك دائما ان تخدم الله في كل شيء.


كلٌّ منا هو كقلم رصاص .....تم صنعه لغرض فريد وخاص


وبواسطة الفهم والتذكر، فلنواصل مشوار حياتنا في هذه الارض واضعين في قلوبنا هدفا ذا معنا وعلاقة يومية مع الله.


منقول للفائدة