الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد
(2)
(بين أهل الجزيـــــــــــــــــــــرة وخصومهم)
رسالة لأهل العوض الجاب الجركانة
هذه قصيد في التطاول على اهل الجزيرة كتبها اخ كريم من اهل (ام درمان) والجركانة المعنية هي جركانة العسل التي اهداها العوض البسيط الى صديقه المتحضر في النكتة المشهورة ، اتهم الكاتب اهل الجزيرة بانهم متخلفون وانهم اهل العوض و حتى سميت جامعتهم(جامعة الجزيرة) بجامعة اهل العوض .
و كان مما قال انه سئل عن العاصمة فمدحها ثم استدرك قائلا :
لكن يعكر صفوها و جمالــــها ... عرب الجزيرة داء كل زمـــــــان
من جاء مستشفى الحوادث زائرا ... ثم استقر بســــرعة و امــــــــان
او جاء أهل الدار يصلح بابهم ... فاذا به من جمــــلة السكــــــان
و الداخليـــة ويلهـــا ان أمها ... عرب الجزيـــــرة محنة السـودان
من جاء في لوري الطليح معلقا ... بين الدجــاج و بين بعض الضــان
وأتى ليحكــمنا و يحسـم امــرنا ... وا ضيعة الاحــرار في الاوطـــان
بالله يا اهل الطليح رســـــالة ... كفـــوا الذبـــاب بســرعة وتفاني
او نحضر البفباف نحصد جمعكم ... يا امـــة عاشت على الجركـــــان
قال عادل عبد الوهاب ممثل الدفاع في قصيدة سماها
(القول الدراش في الرد على الاوباش)
ليس السفاهة و الخنا من شـــاني ... كلا و لا اهجــو ذوي الهذيـــان
واعف نفسي ان اكون مشاتمــا ... أو أن أثور لزلــــة الصبيــــان
لكن اذا الجهلاء لم يجدوا لــــهم ... حسمـا فتلك مصـــيبة الازمـــان
يتطـاولون بشتـــم كل مســـالم ... فعل الجهول و صنع كل جبــان
و اذا رأوا يوما لسانا صارما ... يتضــايرون تضــاير السخـــلان
يا من تجراتم بجهــلكم علــى ... اهل الجزيــــــــــرة درة الازمان
اســـد تربع في المروج فجــــاءه ... متحفزا جـــــــرذ من الجـــــرذان !
ليقـــاتل الليث الهزبر مجــــــاهرا ... بالله كيف الحــكم في ذا الشــان ؟
لا شـــك ان الجرذ معصوف بـــه ... من زأرة من دون رفع بنـان
و يشيـع الجثمـــان محمـولا علـى ... قفـــل يجـــاء به من الجـــــركان
و يسطر التأريخ مهزلــــة جـرت ... كانت فضـــــيحة امـــــة الفئران
فـــاذا انتهيتــم عن سفــاهة قولكم ... فهــي النــجاة لكــم من الموتـــان
او نرسل القط المشاكس هائجــــا ... فيبيـــدكم في ســــرعة وتفــــاني
و نصب في اجيافـــــكم بعد الفنــا ... جـــازاً نقــــطره من الجــركان
ويصدر العــوض الكريم رمادكــم ... لسمـاد ارض في قرى ام درمـان
هــــذي طريقتنــا و هذا نـــهجنـــا ... اهل الجزيــــــرة عزة الســـودان
هذا حديث دعابــــــة لا نقمــــــة .... فجميــع معشركم من الاخـــــوان
و دعوا التعصب للقبيلـــة انهـــا ... في الشرع منتنـــة مدى الازمــــان
الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد
(3)
مساجلة ادبية
بين عادل وشوقي و ابراهيم طوقان
قال احمد شوقي
- قــــــمْ للمعـــلمِ وفِّهِ التبجــيلا ... كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا
- أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ... يبني وينشيءُ أنفساً وعقولا
- سبحـــــانَكَ اللّهمَّ خيرَ معلمٍ ... عَّلمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى
- أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتِهِ ... وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا
- وطبْعَتهُ بيد المعلمِ تارةً ... صدئَ الحديدِ وتارةً مصقولا
- وإِذا المعلمُ لم يكن عدلاً سرى ... روحُ العدالةِ في الشبابِ ضئيلا
- وإِذا المعلمُ ساءَ لحظَ بصيرةٍ ... جاءتْ على يدهِ البصائرُ حُولا
- وإِذا أتى الإِرشادُ من سببِ الهوى ... ومن الغُرورِ فسِّمه التضليلا
و قال ابراهيم طوقان
(و هو معلم من فلسطين)
- شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي ... ( قُمْ للمــــعلمِ وفِّه التبجــــيلا )
- اقعدْ فديتُكَ هل يكونُ مبجلاً ؟ ... من كان للنشئِ الصغارِ خليلا
- ويكادُ يفلقني الأميرُ بقوله : ... ( كادَ المعلمُ أن يكونَ رسولا )
- لو جربَ التعليمَ شوقي ساعةً ... لقضى الحياةَ شقاوةً وخُــمولا
- حسبُ المعلمِ غُمَّةّ وكآبةً ... مرأى الدفــاترِ بكرةً وأصيلا
- مائةٌ على مائةٍ إِذا هي صُلِّحَتْْ ... وجدَ العمى نحو العيونِ سبيلا
- ولو ان في التصحيح نفعا يرتجى ... وابيك[1] لم اك بالعيون بخيلا
- لكــن اصحح غلطة نحوية ... مثلا و اتخذ الكتـــاب دليلا
- مســـترشدا بالغر من آيــاته ... او بالحديث مفصلا تفصيلا
و اغوص في الشعر القديم انتقي ... ما ليس ملتبسا و لا مبذولا
- و اكاد ابعث سيبويه من البلى ... وذويه من اهل القرون الاولى
- و ارى حمــارا بعد ذلك كله ... رفع المضاف اليه و المفعولا
- لا تعجَبوا إِن صحتُ يوماً صيحةً ... وسقطتُ مابين البنوكِ قتيــلا
- يا من يريدُ الانتحـارَ وجدْتَهُ ... إِن المعلــمَ لا يعيـشُ طويلا
و قال عادل عبد الوهاب
(في الاستدراك على النظرة المحبطة لابراهيم طوقان و منصفا لنوابغ الطلاب) :
العلم ليس بظالم او مذنب ... ان لم تجد في طالبيه نبيلا
النــــابغون النــابهون بعلمهم ... تلقاهم بين الأنام قليلا
لكن طــــــــلابا لنا نبغــــوا فلا ... تحتاج في تدريسهم تطويلا
فاذا رميت النص في جو السما ... فهموه حتى يصرعوه قتيلا
اما اللغات فسيبويه امامهم ... ورفاقه اهل القرون الاولى
واذا سالت عن العلوم و شرحها ... تجد الجواب مؤكدا و جميلا
وقراءة القرآن هم اصحابهــــــا ... قرءوا الكتاب مرتلا ترتيــــــــلا
عرفوا الحروف واتقنوا احكامــها ... و كذا الحديث مفصلا تفصيـــلا
ما ضرهم ان كان فيهم جاهــــــل ... رفع المضاف اليه و المفعــــولا
و اذا امتحنت عقولهم و ذكاءهم ... لملأت أسماع الورى تهليلا
ولصحت ان العلم أسمى غايـة ... لا ابتغي عنه الحياة بديلا
لا تعجبوا ان صحت يوما قائـــــلا ... عاش المعلم في الورى قنديــلا
هو فارس الميدان يظهر عزمــــه ... مرأى الدفاتر بكرة و أصـــيلا
هو زينة الاوطان يعلو هامهـــــــا ... وتراه فوق رءوســـــها اكليلا
يا من يريــــد الافتخــار وجدته ... (كاد المعلم ان يكون رسولا)
(4)
صرخة في عالم الاموات
(نقد لبعض المظاهر السلبية في الجامعات العربية)
أاُخيَّ أنَّى يستريح جَنــانِي و الدين والأخلاق مندرسـان
ميراثنا قد كان مصدر عزنـــــا واليوم أَضْحَى عُرْضة النسيان
أسلافنا حملوه نورا صـــــــــادقا و به أضاءوا ظلمة الأكـــوان
و به أذلوا الكفر في أوطانــــــــه حتى غدا متهدم الأركـــــان
صبغوا به معنى الحياة فأصبحت تعني الإباء و خشية الديــــان
كانوا اسودا في النزال و إن همُ جن الظلام عليهمُ رهبـــــــان
فوعاهم التاريخ في صفحاتـــــه رمز الشموخ و عزة الإنسـان
و اليوم أضحى نهجهم و سبيلهم عند الغواة وسيلة الخــــــذلان
******
في منبر للنور ينشر ضـــــــوءه و به تقوم دعائم الاوطــــــان
ياتيك من بين المدارج ناعـــــق في ثوب نصح زاهي الالــوان
و يقول اياك السلوك لدربــــــهم و احذر من التقليد و الاذعـان
فاردد مقالته و كن متيقـــــــظا و اسلك سبيل الحق دون تواني
حتما ستلقى في الطريق مكائدا من صنع كل مكابر شيطــــان
ولسوف ترمى بالسباب بالاذى فاثبت وكن كالصخرفي الطوفان
واعلم بان الدر حوزتــــه غدت محفوفة بكتائب الحيتــــــــان
ااُخيَّ قد صار النفاق سجــــــية معلومـــــة تبدو لكل عيـان
فحش و تخذيل و سوء تعاشــر اعظِم بغدر الخِلِّ من برهــــــان
******
في منبر للعلم ينشر نـــــــــوره يهدي الانام مشاعل العرفــــان
برزت امور لاتليق بطــــــالب للعلم يعلو هامة الاوطــــــــــان
تلقى فتاة في ثياب ترجــــــــــل فتخالها من جملة الفتيـــــــــان
او قد ترى في الوجه دون تعمد عجبا من الاصباغ و الالـــوان
و اذا رايت جلوسهم و حديثهم ورايت اكواما على الميــــــدان
لرايت من دول الاعاجم لوحـة مرسومة بانامل الشيطــــــــان
و لسوف تقسم بالاله مجــاهرا ان قد رايت الغرب راي عيـان
و القوم قد سكتوا و ايضا باركوا ما فيـــهمُ لله من غضبـــــــــان
هل يا ترى ماتت ضمائر قومنا ام قد تلاشت نخوة الايمـــــان!
*******
يا معشر الاخوان اني سائــــــل سؤلا و ارجو غاية التبيـــــان
هل يعني التعلم ان ندنس ديننا ؟ او ان نكون كعابدي الصلبان؟
ام يعني التقدم ان ندوس حياءنا؟ و نخون شرعة خالق الاكوان
وهل الحضارة اقسمت الاترى في ثوب ايمان و لا احســـان ؟
لا شك اخواني بان حليمـــــكم سيجيب يفتح مسمـــــــع الآذان
كلا..فليس الامر الا شرعـــــة نتجت بفعل تبلد الاذهــــــــــان
تدعو الى وأد الحياء و قتلــــه وتصير الا نسان كالحــــــــيوان
وتصور الشرع القويم و اهله في صورة الوحش الغشيم الجاني
فالله نسأل أن يجبِّر كســـرنا ويجيرنا في حالك الازمــــــــان
واليه نضرع ان يعيد لامــة مجدا تليدا ضـــــــاع منـــذ اوان
وهو المرجَّى ان يُقيل عِثارنا فلقد بلغنا ذروة العصيــــــــــان
و لسوف نطرق بابه و رجاءه ما دامت الارواح في خفقــــان
الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد
(5)
اقلام مسمومة
أقلام تحملها اقزام ..
اقدام تحمل اقواما ..
ليس لهم في حكم الشرع
سوى الاعدام..
سوى الاعدام..
اقلام تكتب فحشا و فجورا..
و جهارا تدعو للاجرام .
هل يغدو من امسك قلما ..
او حاز قصاصات من ورق ..
من كتاب الامة و الاعلام ؟؟
اذن فجميع الباعة للاقلام ..
و كل بعير يحملها قهرا بالاكوام ..
وكل صبي يحملها يوما للاملاء..
و كذلك سارقها جشعا ..
هم فرسان الكلمة دون كلام
هذا فهم عند اناس ..
الفهم برئ منهم و الإفهام
و قديما قال الحكماء الاعلام :
ليس بكاتب ..
كل من حمل اليراع ..
و ليس بضارب ..
كل من هز الحسام .
الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد
(6)
فك الطلاسم (رد على قصيدة ايليا ابو ماضي .. الطلاسم)
الى من قـــــــــــال جئت بلا علم و لكني اتيت
و لقد ابصرت قدامي طــــريقا فمشـــــــــــيت
و سابقى سائرا ان شئت هذا ام ابيـــــــــــــــت
كيف جئت كيف ابصرت طريقي ؟
لست ادري
يا ايها الحائر في الدرب وفي الشك انطويت
انت لم تبصر ضياء الحق و بالجهل اكتويت
و لسوف تبقى حائرا ان شئت هــذا ام ابيت
الا اذا عدت الى ربك الهادي و لكن ..
لست تدري
اولست تعلم ان بعد المو ت بعث ونشــــــور
فحيـــــــاة فخلــــــود فجحـــــيم او حبــــــور
حيـــــــــاة في شقاء دائم او في ســـــــــرور
اولو الالبـــاب يدرون بهذا فلماذا ..
لست تدري
قد رايت السحب تدري انها بالخير تغـــدق
و رايت الغاب يدري انه بالحق يـــــــورق
و رايت الشهب تدري انها للشر تحـــــرق
انت وحدك الجاهل يا هذا و لكن ..
لست تدري
لو اتيت مجالس العلماء تهدي الناسكــــــينا
لرايت النور يشرق من وجوه السائليـــــــنا
حجج سواطع تقدح الحـــــــــق المبينـــــــا
و لسوف تلقى الباب مكتوب عليه ..
الكل يدري
انت قبل الخلق لم تك شـــــــــــيئا مذكــــــــــورا
كنت تجهل ما يدعى ظلاما او يسمى اليوم نورا
كنت محوا لا تعرف حزنا و لاتدري الســرورا
اعطاك رب الكون حياة ذات معنى و لكن ..
لست تدري
فاستهد يا هذا باخبـــــــار القرون الماضية
تخبرك من اعماقها لا بد حقا من حياة آتية
ذاتك الظمأى تعاني ويك ادرك ما هــــــية
فيك اسرار و آيات عظام و لكن ..
لست تدري
الحق يعلو شامخا و النور في الارجاء يسـري
والكون سبح خاشعا و الارض بالاخبار تدري
و الطيرادرك كنهها بالذكر في الآفاق يجــري
الكل يدري فلماذا لست تدري !
لست ادري
الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد
(7)
موت الظالمين
موت الظالمين
اذا ما مـــات جبــــــارعنيـــــد ** فقد رفعت من الاكوان ظلمة
و موت الفاسق العربيد خصب ** فان بقـــــاءه شــــــر و نقمــة
و موت المطرب الرقاص فرح ** فكـــم احيــا شرورا مدلهمــة
و من يكذب باسم الدين جــهرا ** فان زوالـــــه خيــر و نعمـــة
و من يتبعهم همج رعـــــــــاع ** و في ايجادهــــم لله حكمــــة
(8)
المساجلة الخرطومية
هذه مساجلة طريفة بيني و بين أخي الشاعر لؤي عبد الله عندما أتيته زائرا في الخرطوم من مدينتي (ود مدني) بتاريخ 28 أبريل 2011م .. فأكرمني و أحسن ضيافتي ، و كان يصنع الشاي بنفسه و يغسل الأواني لغياب أهله كرما منه و تواضعا ، و كانت لنا صولات وجولات داخل المدينة بين مساجدها و مطاعمها و ما بينهما ، ثم إني غادرت الخرطوم ليلة الجمعة و كنت خطيبا بمسجدي في مدينتي ، و قد أخذت معي نسيانا (الظفارة) أداة تقليم الأظافر ، و مع ذلك نسيت تقليم أظافري و انا على متن (الباص) ، فارسل الي رسالة عبر الجوال تحمل بيتا من الشعر و رددت عليه ببيت ، ثم توالت الأبيات أثناء الطريق ، فكانت هذه المساجلة : (اللون الأحمر لأبيات الأستاذ لؤي ، و الأسود لأبياتي)
أبا المقداد بُلِّغت الأماني
....................................ولا عادتك عادية الزمان
جزاك الله خيراً من همامٍ
.................................... وبوأك العليّ من الجنان
زيارتكم لنا مرّت سريعاً
....................................كمر الطيف في كسر الثواني
نعم والله قد مرّت وإنا
....................................حصرنا الدهر في تلك الثواني
تغادرنا الليالي واعظات
....................................كومض البرق أو لمع السنان
وكم كنّا نؤمل في لقاء
.................................... لنقطف منكم فيض iiالمعاني
ولم نكرم وفادتكم بحق
....................................وأنتم أهل مكرمة وشأن
وجدنا منكم الإكرام غيثاً
.................................... فلا غشيتكم غير الزمان
و صُلْنَا ثم جُلنا في دجاج
....................................حكينا فيه فعل الثعلبان
ضربنا فيه ضرباً دون خوف
.................................... كفعل القوم يوم النهروان
وكالتمساح في أعماق بحر
.................................... من الأسماك يلتهم المثاني
ولكن لم ينلك سواه شيءٌ
.................................... كلحم سُخيلةٍ أو لحم iiضأن
وأسعدنا تواضعكم كثيراً
.................................... بشرب الشاي في تلك الأواني
شربنا الشاي فيها غير أنّا
.................................... شربنا البشر في أصفى المعاني
ومن عجب بأنكم نسيتم
....................................خلال الباص تقليم البنان
فعوداً لاستراحتكم حميداً
....................................وحمداً بالسلامة والأمان
ونوماً هانئاً وغداً سعيداً
....................................وخطبتكم تنافح بالبيان
(كنت متعبا ووعدته بالإكمال صباحا و قد كان)
وعدناكم وقد عدنا ولكن
....................................ختاماً بالدعاء وبالتهاني
وأسأل ربي الرحمن جمعاً
.................................... قريباً قبل أفياء الجنان
وتثبيتاً وتوفيقاً وعوناً
.................................... وحفظاً في متاهات الزمان
(9)
الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد
(8)
المساجلة الخرطومية
هذه مساجلة طريفة بيني و بين أخي الشاعر لؤي عبد الله عندما أتيته زائرا في الخرطوم من مدينتي (ود مدني) بتاريخ 28 أبريل 2011م .. فأكرمني و أحسن ضيافتي ، و كان يصنع الشاي بنفسه و يغسل الأواني لغياب أهله كرما منه و تواضعا ، و كانت لنا صولات وجولات داخل المدينة بين مساجدها و مطاعمها و ما بينهما ، ثم إني غادرت الخرطوم ليلة الجمعة و كنت خطيبا بمسجدي في مدينتي ، و قد أخذت معي نسيانا (الظفارة) أداة تقليم الأظافر ، و مع ذلك نسيت تقليم أظافري و انا على متن (الباص) ، فارسل الي رسالة عبر الجوال تحمل بيتا من الشعر و رددت عليه ببيت ، ثم توالت الأبيات أثناء الطريق ، فكانت هذه المساجلة : (اللون الأحمر لأبيات الأستاذ لؤي ، و الأسود لأبياتي)
أبا المقداد بُلِّغت الأماني
....................................ولا عادتك عادية الزمان
جزاك الله خيراً من همامٍ
.................................... وبوأك العليّ من الجنان
زيارتكم لنا مرّت سريعاً
....................................كمر الطيف في كسر الثواني
نعم والله قد مرّت وإنا
....................................حصرنا الدهر في تلك الثواني
تغادرنا الليالي واعظات
....................................كومض البرق أو لمع السنان
وكم كنّا نؤمل في لقاء
.................................... لنقطف منكم فيض iiالمعاني
ولم نكرم وفادتكم بحق
....................................وأنتم أهل مكرمة وشأن
وجدنا منكم الإكرام غيثاً
.................................... فلا غشيتكم غير الزمان
و صُلْنَا ثم جُلنا في دجاج
....................................حكينا فيه فعل الثعلبان
ضربنا فيه ضرباً دون خوف
.................................... كفعل القوم يوم النهروان
وكالتمساح في أعماق بحر
.................................... من الأسماك يلتهم المثاني
ولكن لم ينلك سواه شيءٌ
.................................... كلحم سُخيلةٍ أو لحم iiضأن
وأسعدنا تواضعكم كثيراً
.................................... بشرب الشاي في تلك الأواني
شربنا الشاي فيها غير أنّا
.................................... شربنا البشر في أصفى المعاني
ومن عجب بأنكم نسيتم
....................................خلال الباص تقليم البنان
فعوداً لاستراحتكم حميداً
....................................وحمداً بالسلامة والأمان
ونوماً هانئاً وغداً سعيداً
....................................وخطبتكم تنافح بالبيان
(كنت متعبا ووعدته بالإكمال صباحا و قد كان)
وعدناكم وقد عدنا ولكن
....................................ختاماً بالدعاء وبالتهاني
وأسأل ربي الرحمن جمعاً
.................................... قريباً قبل أفياء الجنان
وتثبيتاً وتوفيقاً وعوناً
.................................... وحفظاً في متاهات الزمان
(9)
الصحب
في هذا الزمان
الصحب في هذا الزمان بــلاء *
والقرب منهم خيبة و عنــــاء
ألفاظهم معسولة و
فعالــــــهم * مسمومة بل حية رقطـــــــــاء
صولاتهم في لهوهم مشهـودة *
كلماتهم براقة جوفـــــــــــــاء
هم في المجاز وقاية و صيانة *
هم في الحقيقة أرجل عرجاء
عند الفضائح أنفس
تواقـــــــة * و لدى الفضائل أعين عمياء
واذا رأيت جلوسهم في طرقهم *
همز و لمز غيبة و غثاء
و على الوجوه تبسم لكنهم * في
ظهر غيب طعنة نجلاء
(رمل تداخل بعضه في بعضه) *
فالشكل صخر جلمد و بناء
أما الصلاة فضيعوا أوقاتها *
أهل الديانة عندهم غوغاء
والأمهات عقوقهن بطولة * و
كذا الشريعة نالها استهزاء
قد جاء في القرآن حكم بين *
يوم القيامة كلهم أعداء
و إذا اضطررت لحاجة و قصدتهم
* هذي وربي ليلة ظلماء
من نام في جحر الأفاعي آمنا *
لقي المنون و لامه الأحيـــاء
فدارهم ما دمت بين ديارهم * أهل
المروءة بينهم غرباء
من يلق ذئبا طامعا في
رحمة * فمصيره التمزيق و الأشــلاء
واحذر دسائسهم و كن متيقظا *
فالشهد سم و الوجوه طــــلاء
من عاشر الحرباء مغرورا بها *
حصد الندامة للغباء جزاء
و لربما انقلب الصديق
لضده *
يبدي جروحا ما لهن دواء
فاختر جليسك و انتقيه
تفرسا * خير الصحاب السادة النجباء
هم في المكارم قدوة وضاءة *
هم في المكاره بلسم و شفـــاء
هم في الدياجي أنجم براقة *
عند الشدائد عدة و رخــــــــاء
عند النداء سواعد مفتولــــة * و
لدى النوازل في الورى فقهاء
هم في الوجوه بشاشة و تراحم *
في ظهر غيب سترة و دعاء
اما الصلاة فخير موضوع لهم *
والأمهات عقوقهن جفاء
و قراءة القرآن خير حديثهم * كل
الشريعة عندهم غراء
و تنافسوا في كل خير انهم * في
المكرمات أئمة فضلاء
فاجعل حياتك بينهم تفرح بها *
حقا و صدقا إنهم سعداء
واصبر لهنات تكون لبعضهم *
فلقد يزيغ الصارم المضاء
و لقد يزل العالمون بهفوة * و
الشمس تكسف تارة وتضاء
هم بهجة الدنيا ونور ظلامها * صدق و
نبل همة و عطاء
رفعوا بناء الدين و الدنيا
معا * فسما البناء و أتقن البناء
و إذا رآك الله بين جموعهم *
لم تشق أبدا والجنان جــــزاء
الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد
(10)
لا تَدْخُلَنَّ الفيــسَ فِي رَمَضَـــــانِ * وَ كَفَــــاكَ مَا قَدْ ضَــــــاعَ مِنْ أَزْمَــــانِ
و الاتصال بكل موقع ريبـــــــــــــة * فاقطــــــــــعه في حزم بغير تــــــوان
لَوْ كُنْتَ مُتَّصِلاً وَ كُنْتَ مُشَــــــمِّراً * فَالْــــوَصْلُ أَسْمَى فِي رِضَى الرَّحْـمَنِ
كُنْ صَائِــمًا عَنْ كُلِ لَــــهْوٍ مُفْسِدٍ * وَاحْــذَرْ هُدِيتَ مَزَالِــــقَ الشَــــــيْطَانِ
و احذر شياطين الانــــاسي انهم * طلـــــــــــــــقاء بالمرصاد للانســـان
شاشاتهم مسمومة خداعـــــــــــة * تدعو الى الفحشــــــــــــاء و الهذيان
طرب و أفلام فوازير فشـــــــــت * و البشــــريات تزف للعصيـــــــــــان
و كذاك ألعاب أعدت جــــــــــهرة * للهو و التفريــــــــط في رمضـــــان
و الجن قد حُبِسوا بأمـــــــر مليكنا * عن كل ما يــــــــــــــــدعو الى الشنآن
أيَامُ هَذَا الشَـــهْر خَيْرُ غَنِيمَــــــةٍ * مَعْـــــدُودَةٍ بِدَقَـــائِقٍ وَ ثَــــــــــــــوَانِ
رَمَضَانُ شَهْرٌ رَاحِـــلٌ وَ مُسَـــــافِرٌ * سُــرْعَـانَ مَا يَمْضِي بِلَا اسْتِئْــــــذَانِ
كُنْ فِيـــهِ بَيْنَ تَعَبُـدٍ وَ تَهَجُـــــــدٍ * وَ تِلَاوَةٍ لِصَحَـــــــــــــائِفِ القُــــــــرْآنِ
تَسْمُو بِرُوحِكَ عاليا فِي لــــــــذة * وَ تَذُوقُ فِيهِ حَــــــــــــلَاوَةَ الإيمَــــانِ
وَ تَنَالُ مَجْــــداً وَاسِـــعاً مُتَدَفِــقاً * وَ تُزَفُ لِلْفَـــرْدَوْسِ خَـــــــــيْرَ جِنَــــانِ
................................................................................ ابو المقداد
لا تَدْخُلَنَّ الفيــسَ فِي رَمَضَـــــانِ * وَ كَفَــــاكَ مَا قَدْ ضَــــــاعَ مِنْ أَزْمَــــانِ
و الاتصال بكل موقع ريبـــــــــــــة * فاقطــــــــــعه في حزم بغير تــــــوان
لَوْ كُنْتَ مُتَّصِلاً وَ كُنْتَ مُشَــــــمِّراً * فَالْــــوَصْلُ أَسْمَى فِي رِضَى الرَّحْـمَنِ
كُنْ صَائِــمًا عَنْ كُلِ لَــــهْوٍ مُفْسِدٍ * وَاحْــذَرْ هُدِيتَ مَزَالِــــقَ الشَــــــيْطَانِ
و احذر شياطين الانــــاسي انهم * طلـــــــــــــــقاء بالمرصاد للانســـان
شاشاتهم مسمومة خداعـــــــــــة * تدعو الى الفحشــــــــــــاء و الهذيان
طرب و أفلام فوازير فشـــــــــت * و البشــــريات تزف للعصيـــــــــــان
و كذاك ألعاب أعدت جــــــــــهرة * للهو و التفريــــــــط في رمضـــــان
و الجن قد حُبِسوا بأمـــــــر مليكنا * عن كل ما يــــــــــــــــدعو الى الشنآن
أيَامُ هَذَا الشَـــهْر خَيْرُ غَنِيمَــــــةٍ * مَعْـــــدُودَةٍ بِدَقَـــائِقٍ وَ ثَــــــــــــــوَانِ
رَمَضَانُ شَهْرٌ رَاحِـــلٌ وَ مُسَـــــافِرٌ * سُــرْعَـانَ مَا يَمْضِي بِلَا اسْتِئْــــــذَانِ
كُنْ فِيـــهِ بَيْنَ تَعَبُـدٍ وَ تَهَجُـــــــدٍ * وَ تِلَاوَةٍ لِصَحَـــــــــــــائِفِ القُــــــــرْآنِ
تَسْمُو بِرُوحِكَ عاليا فِي لــــــــذة * وَ تَذُوقُ فِيهِ حَــــــــــــلَاوَةَ الإيمَــــانِ
وَ تَنَالُ مَجْــــداً وَاسِـــعاً مُتَدَفِــقاً * وَ تُزَفُ لِلْفَـــرْدَوْسِ خَـــــــــيْرَ جِنَــــانِ
................................................................................ ابو المقداد
الاستاذ عادل عبد الوهاب عبد الماجد
صوت أزيـــــــــــــز المرجل * هيج قلبي الــــــــــــثمل
الفــــــــــــــــول و الزيت معا * في فتــــــــــــة بالبصل
و فوقها طمـــــــــــــــــــــاطم * مزين بالفلــــــــــــــــفل
و خبزها عـــــــــــــــــال كما * بين الدخــــــول فحومل
لو ذقت منها لقــــــــــــــــــمة * وجدتـــــــــــها كالعسلل
و فتية تجمــــــــــــــــــــــعوا * مثل الوحــــــوش الهُمَّل
جموعـــــــــــــــــهم تزاحمت * خلفي و من حــــــويللي
توجــــــــــــــــــــهوا في لهفة * نحو الخـــــوان الممتلي
أبصــــــــــــــــــــارهم ترنوا * إلى ذاك الكثيب الأهــيل
أعصابـــــــــــــــــهم مشدودة * كالمـــــــــــوت لما يقبل
و كلهم مهـــــــــــــــــــــــاجم * كالليث لمـــــــــــا يفعل
عيونـــــــــــــــــهم كأنـــــــها * في الأفق عين الأحـول
و الصحن طق طق طق طق * من ضرب ذاك الجحفل
و صوتـــــــــــــــــــه فرقعة * كأنمـــــــــــا يطقطق لي
لكنهم لاهـــــــــــــــــون عن* أنيــــــــــــنه المسترسل
و لقمة مع لقـــــــــــــــــــمة * في الجــــــــــــو كالقنبلل
لو أنــــــــــــــــــــها تكلمت * تحكي صفير البـــــــــلبل
لولولـــــــــــــــت و ولولت * ولي ولي يـــــــــــا ويللي
و قـــــــــــــــلت لا تولولي * و بيني المخـــــــــرج لي
أكــــــــــــــــون شاكرا هنا * و الكرب لمــــــــا ينجلي
و في الختــــــــــام نهضوا * بعد امـــــــــــــتلاء القنقل
و كلـــــــــــــــــــــهم دبيبه * دبيب شيـــــــــــــخ أهزل
يمشي على ثلاثــــــــــــــة * كمشــــــــــــــية العرنجل
أنفاسهم مقطــــــــــــــوعة * من ضربــــــهم بالمفصل
و بعضهم في ورطــــــــة * و بعضـــــــــهم في خجل
يسعى إلى حمـــــــَّــــــامه * يريـــــــــــــــده في عجل
أحشاؤه أصواتــــــــــــــها * كالرعد لمــــــــــا يصهل
حمدت ربي شـــــــــــاكرا * إذ لــــــم أكن في المحفل
إلا كضيف زائــــــــــــــر * يخشى من الـــــذم الجلي
لذا بقيت سالـــــــــــــــــما * من الأذى و الــــــــــعلل
فلا تكن مقـــــــــــــــــــلدا * في كل فعـــــــــــل أهبل
واحـــــــذر تكـــون راتعا * مع الــــــــــدواب الهَمَل
تعيش في سلامــــــــــــــة * و كل مجــــــــــــد تعتلي
انا الأديـــــــــــــب المدني * و لم أكن بالمــــــــوصل
نظمت قطـــــــعا زخرفت * يضحك منـــــــها الأدمل
أقول في مطلعــــــــــــــها * صوت أزيــــــز المرجل