شريط اعلانات

اخوتي في مشارق الارض و مغاربها .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. هذه مدونة متواضعة الهدف منها: -خدمة الشريعة .. - نشر العلم النافع .. - تصحيح ما تيسر من المفاهيم الخاطئة .. -الترويح عن النفوس ببعض الملح و النوادر و الحكم .. - و ان تكون صدقة جارية بعد مفارقة هذه الحياة الفانية .. والعضوية فيها مفتوحة لكل من يؤمن بهذه الاهداف ليشارك في خدمة الاسلام و نفع المسلمين . مشاركتكم تقوينا .. وتعليقكم ينفعنا .. و زيارتكم تشجعنا*** اقرأ في هذه المدونة : المظاهر خداعة -الاسلام دين الفطرة و الانسجام مع الكون - من طرائف الطلاب (من هنا و هناك) - علمتني الطبيعة - وحوش المجرة- يمكن البحث في مواضيع المدونة و أرشيفها من خلال زر البحث - و يمكن ترجمتها الى أكثر من 40 لغة من خلال زر الترجمة

الأحد، سبتمبر 24، 2017

الشباب و المخدرات




جمع و إعداد : الأستاذ عادل عبدالوهاب
Email: abomigdad@yahoo.com
 مقدمة : مشكلة التعاطي للمخدرات ، من أكبر التحديات التي تواجه بلدان العالم ، حسب منظمة الصحة العالمية ، حيث تؤدي الى وفاة الآلاف من الشباب سنويا ، فما هي المخدرات ؟ و ما أسباب تعاطيها ؟ و ما آثار ذلك ؟ و كيف العلاج؟
تعريف المخدرات: 
المخدرات هي كل مادة خام او مستحضرة أو تخليقية تحتوي على عناصر منومة او مسكنة او  منبهة  أو مهلوسة من شأنها اذا استخدمت في غير الاغراض الطبية ان تؤدي الي حالة من التعود أو الادمان مسببة ضرر نفسي او جسماني للفرد.
أنواع المخدرات :
يتضح من خلال بيانات ووثائق منظمة الصحة العالمية ، بأن العالم يضم عدة أنواع من المخدرات ، و متوفرة بكثرة في الأسواق العالمية ، و بأثمان في متناول جميع الشرائح الإجتماعية ، و هذه بعضها
أ ــ مخدرات نباتية أو طبيعية
تتركز المادة المخدرة في أوراقها، كالكيف ، و القنب الهندي ( الماريجوانا)و هو الذي يسمى البانجو (البنقو ) ، و القات ، والحشيش ، والأفيون 
ب ــ مخدرات مصنعة أو مختلطة :
  نتجت عن تفاعل و مزج مخدرات طبيعية مع مواد كيماوية ، كالمورفين و الكوكايين و الهروين
ج ــ مخدرات كيماوية
 يتم صنعها من مواد كيماوية ، تشكل خطورة كبيرة على المدمن أهمها ، حبوب الهلوسة
ـ المخدرات بصفة عامة تكون إما جامدة أو سائلة ، و يتم تناولها عبر الفم أو الأنف أو على شكل حقن .
وتصنف حسب تأثيرها على الانسان الي : مهلوسات مثل (البنقو ) ،  منشطات مثل الامفتامين ، مهدئات مثل المورفين.
حبوب الهلوسة و لها أسماء عند الشباب
( الخرشة – ابو صليب – فايف ) هي الأكثر انتشارا بين الشباب و الطلاب لسهولة الحصول عليها ، و هي تباع في الصيدليات باعتبارها عقاقير طبية لا تثير الشبهات ، و الرقابة عليها ضعيفة و يمكن تهريبها بسهولة .
مراحل الإدمان :
قسم خبراء الطب النفسي مراحل الإدمان الى ثلاثة :
أـ مرحلة التعرف على المخدر و أخذ جرعات قليلة منه 
ب ـ مرحلة التكيف و تناول المخدر باستمرار بدون مشاكل 
ج ـ مرحلة الإدمان التي يصبح فيها المدمن سجينا للمخدر، يفرض عليه سلطته ، غير قادر على الإستغناء عنه .
   أسباب التعاطي للمخدرات :
هناك عدة أسباب تؤدي بالإنسان إلى تعاطي المخدرات منها :
- البطالة و الفراغ القاتل
- قرناء السوء و البيئة الفاسدة
-  حب الاستطلاع
 - الإصابة ببعض الأمراض النفسية
- الهروب من الواقع
 - سوء التربية
- ضعف الوازع الديني
- عدم مراقبة القاصرين في الشوارع و المؤسسات التعليمية و أماكن اللعب و التسلية ( البيلياردو و الأنترنيت ...الخ ) من جانب الدولة و من جانب الأسر
 - كثرة المروجين لها
- وفرتها في السوق بأثمان مناسبة
- وجود شبكات دولية متخصصة في تهريبها
- أسباب وراثية تتجلى في تعاطي أحد أقارب المدمن للمخدرات
- تساهل القانون في ردع المتعاطين و المروجين لها  
- نكات المساطيل قد يكون لها جانب اعلامي سلبي في الدعاية لها و ترويجها .
موقف الشريعة الإسلامية و القوانين الوضعية من المخدرات:
لقد حرم الإسلام التعاطي للمخدرات ، أو إنتاجها ، أو بيعها و ترويجها بين الناس ، لأنها من الخبائث ، و تتعارض مع مقاصد الشريعة و هي حفظ  الدين و النفس و العرض و العقل و المال ، فالمخدرات فيها ضياع للدين و هلاك للنفس و إتلاف للمال و العقل و ربما العرض ، يقول الله عز وجل:  ( و لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ) البقرة الآية 195 ، و يقول أيضا ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) النساء الآية 29 .
و قد روي عن عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أنها قالت ، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتغ ؟ فقال " كل شراب أسكر فهو حرام " ، وقد روي عنه أيضا، أنه قد نهى عن كل مسكر، و مفتر، و المفتر ما يحدث في الجسم الفتور و الخدر، و هو ما ينطبق على كل أصناف المخدرات بدون استثناء، و روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه قال " الخمر ما خمر العقل " .
لقد اتفقت كل دول العالم على محاربة التعاطي للمخدرات ، نظرا لخطورتها، و أضراها على الفرد و المجتمع ، و وضعت قوانين صارمة خاصة بذلك ، لمعاقبة كل من ينتجها أو يبيعها أو يستهلكها ، و وقعت مجموعة من الإتفاقيات فيما بينها للتعاون ، و تبادل الخبرات لمكافحتها ، و استئصالها من جذورها


آثار المخدرات و أضرارها
أولا : أثرها على الفرد :
ý     تؤثر على العقل و الأعصاب ، و على الرئة ، و الكبد ،و البنكرياس و القلب ، و المعدة، و الحنجرة، و الأسنان ، و تؤدي الى الإسهال، و سوء الهضم ، و فقر الدم ، والضغط الدموي ، و ارتفاع حرارة الجسم .
ý    تؤدي الى ظهور أمراض خطيرة كالسرطان ، وانفصام الشخصية ، و الضعف الجنسي
ý    الفشل الأكاديمي و الرسوب في الدراسة و ضعف التحصيل
ثانيا : أثرها على الاسرة
ý    اضطراب العلاقات الزوجية
ý    زيادة نسبة الطلاق و التفكك الأسري
ý    بروز أطفال الشوارع
ý    ولادة أطفال مشوهين
ثالثا : أثرها على المجتمع
ý    عدم الثقة في النفس
ý     القلق و الاضطراب و عدم الاستقرار
ý     الكسل و البطالة و التواكل
ý    الانعزال و الانطواء بسبب احتقار المدمن في البيت و الشارع و المدرسة و في مقر عمله
ý    بروز الانحرافات الأخلاقية مثل البغاء ، و اللواط ، و التسول ، و المقامرة .
ý    تفكك المجتمع بسبب توتر العلاقات بين الأسر، و الأقارب ، و الجيران  مما يؤدي الى مشاجرات وخلافات قد تؤدي الى جرائم خطيرة
رابعا : أثرها على الدولة :
ý    ارتفاع نسبة حوادث السير بسبب ضعف الانتباه و قلة الوعي و فقدان التركيز
ý    زيادة تكاليف الدولة المخصصة للصحة، و علاج الإدمان ، و المتابعات القضائية و الجنائية
ý    ضعف الاقتصاد و انهياره بسبب ضعف الانتاج و قلة الايدي العاملة
ý    تهديد الأمن و انتشار الجرائم لأن البحث عن المال لشراء المخدرات يؤدي بالمدمن الى قبول الرشوة ، و السرقة ، و الإختلاس ، و الإستدانة ، و المقامرة ، و المراباة و الى العنف و القتل و الإجرام بصفة عامة
العـــــــلاج :
أولا : على مستوى الفرد :
تمر عملية علاج مدمن المخدرات بثلاثة مراحل :
أـ مرحلة العلاج
ـ يخضع فيها المدمن الى علاج سريري مركز ، مع تناول أدوية مضادة للإدمان ، و تحت إشراف أطباء متخصصين ، و يعالج نفسيا أيضا بإشراف من خبراء الطب النفسي
ب ـ مرحلة الإقلاع:
ـ يتخلص فيها المدمن من سلطة المخدرات ، مع الإستمرار في تناول الأدوية المضادة ، و الدعم النفسي ، و العمل على إدماجه في المجتمع عن طريق تعليمه ، وتكوينه ، بإنشاء مراكز خاصة ، ووحدات للعلاج ، بتشارك بين الدولة ، و الجماعات المحلية و الأسر
ج ـ مرحلة مابعد الإقلاع :
ـ تسمى بمرحلة عيش المدمن المعالج بدون مخدر، يكون فيها عاديا كما كان قبل التعاطي له ، مع تشجيعه و العمل على إدماجه في سوق العمل ، أو مساعدته على خلق العمل الذاتي ، و حثه على ممارسة أنشطة أخرى في أوقات فراغه ، كالرياضة و المطالعة و الرحلات لكي لا يعود الى المخدر
ثانيا : على مستوى الأسرة :
-         مراقبة الأولاد و البنات و ملاحظة تصرفاتهم و الانتباه لاهتماماتهم و علاقاتهم
-         الاهتمام بشكاواهم ، و الحذر من الثقة الزائدة في التعامل معهم
-         تربية الأولاد على مراقبة الله عز و جل و تقوية الوازع الديني عن طريق غرس العقيدة الصحيحة ، و وصايا لقمان يمكن أن تكون هاديا لكل أسرة في أسس التربية السليمة
ثالثا : على مستوى الدولة :
-         مراقبة المؤسسات التعليمية ، بتعاون بين المديرين و المدرسين، و الدولة ، و جمعيات آباء و اولياء التلاميذ ، و المجالس المنتخبة ، و المجتمع .
-          محاربة الظاهرة، عن طريق تشديد المراقبة على كل مواقع عبورها إلى البلاد و تطوير أجهزة كشفها و متابعتها
-         العقوبات الرادعة لكل  من يهربها أو يروجها بين المواطنين، في الشوارع ، و المقاهي ، و الأماكن العمومية ، أو يساعد على ذلك
-         استغلال و سائل الإعلام ، و مواقع الأنترنيت ، و المنابر  لبيان خطورتها و أضرارها و كيفية التعامل مع متعاطيها أو مروجها .
خلاصة القول : مشكل التعاطي للمخدرات ، من أخطر مشاكل العالم المعاصر، أسبابه متنوعة ، و أثاره مدمرة تهدد الملايين من شباب العالم ، و تتطلب مشاركة و تدخل الجميع لمحاربتها ، بوضع برامج خاصة ، و مخططات معقولة تساعد على إعادة إدماج المدمنين، لتحويلهم إلى مواطنين صالحين ، مع بذل كل المجهودات لمنع إنخراط شباب جدد في عالم المتعاطين للمخدرات ، فالأمم تتقدم و تزدهر و تقوى بقوة، و صحة ، و استقامة شبابها ، و تنهار و تتفكك و تزول بضعف و فشل و انحراف شبابها .