شريط اعلانات

اخوتي في مشارق الارض و مغاربها .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. هذه مدونة متواضعة الهدف منها: -خدمة الشريعة .. - نشر العلم النافع .. - تصحيح ما تيسر من المفاهيم الخاطئة .. -الترويح عن النفوس ببعض الملح و النوادر و الحكم .. - و ان تكون صدقة جارية بعد مفارقة هذه الحياة الفانية .. والعضوية فيها مفتوحة لكل من يؤمن بهذه الاهداف ليشارك في خدمة الاسلام و نفع المسلمين . مشاركتكم تقوينا .. وتعليقكم ينفعنا .. و زيارتكم تشجعنا*** اقرأ في هذه المدونة : المظاهر خداعة -الاسلام دين الفطرة و الانسجام مع الكون - من طرائف الطلاب (من هنا و هناك) - علمتني الطبيعة - وحوش المجرة- يمكن البحث في مواضيع المدونة و أرشيفها من خلال زر البحث - و يمكن ترجمتها الى أكثر من 40 لغة من خلال زر الترجمة

الخميس، فبراير 27، 2014

نصيحة و تنبيه

الاستاذ عادل عبد الوهاب
الى الاخوة و الاخوات الذين يكتبون اسماءهم باللغة الانجليزية 


اعتياد لغة الاعاجم يقود الى التبعية و قد يعني الهزيمة النفسية و قد
بين شيخ الإسلام ابن تيمية وجه كراهة إقحام بعض الألفاظ الأجنبية بين الكلام فقال : (كراهة أن يتعود الرجل النطق بغير العربية . فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون) اقتضاء الصرط المستقيم.
  منع اهل العلم التحدث بلغة العجم لغير حاجة او الكتابة بها واعتبروه من التشبه المذموم ، قال ابن تيمية  ( وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن، حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار ، وللرجل مع صاحبه، ولأهل السوق فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم ) اقتضاء الصراط المستقيم

  بل اعتبر ابن تيمية التحدث بلغة العجم لغير حاجة من علامات النفاق كما في اقتضاء الصراط المستقيم 
  فنصيحتي ان نحول اسماءنا الى عربية ، ونفخر بلغتنا ، و نعتز بديننا ، و لا ننكسر لاعدائنا ، و لا نريهم ما يسرهم 

  تنبيه : التحدث بلغة الأعاجم جائز للضرورة أو المصلحة الراجحة ، مثل تعلم الصناعات ، و العلوم المختلفة ، و الدعوة الى الاسلام و غير ذلك 

العجم يتحدثون بلغتهم ويكتبون بها و لا حرج عليهم لان الله خلقهم عليها .. لكن الحرج على من خلق بلسان عربي و يتكلف التحدث بغيره بلا مصلحة لانه استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير

خطر التقليد

                                                                الاستاذ عادل عبد الوهاب
(NIKE ) كلمة يرتديها الشباب (و ربما الشواب) مع القمصان و القبعات و الأحذية فهل يعرفون معناها؟
إنها كلمة اغريقية معناها إله الحب أو إله النصر عند الاغريق ، و هو صنم يعبد من دون الله .
في شرح هذه المادة من قاموس "المورد" الشهير : " نايكي : إله النصر عند الإغريق ، وتمثل عادة على صورة فتاة مجنحة ، تحمل بإحدى يديها إكليلا ، وبالأخرى سعفة من نخيل" انتهى
وهي نفس المعلومة التي نجدها في كتاب : المعتقدات الدينية عند الشعوب ، أشرف على تحريره : جفري بارندر ، نشر بالعربية في سلسلة عالم المعرفة ، رقم (173) ، ص (409).
إذن : التقليد الاعمى يقود الشاب الى الانسلاخ عن الدين و هم يعلمون أو لا يعلمون.. على حد قول الشاعر :
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة*و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم .. فيا شبابنا أفيقوا

الأفكار أساس الأعمال

الاستاذ عادل عبد الوهاب
يقول طبيب القلوب الحبيب الى القلوب ابن القيم رحمه الله في كتاب الجواب الكافي:

 (وأما الخطرات فشأنها أصعب فأنها مبدأ الخير والشر ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم فمن راعي خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات ولا تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير منى باطلة (كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) ، وأخس الناس همة وأوضعهم نفسا من رضى من الحقائق بالأماني الكاذبة واستجلبها لنفسه وتحلى بها وهى لعمر الله رؤس  أموال المفلسين ومتاجر الباطلين وهى قوة النفس الفارغة التى قد قنعت من الوصل بزورة الخيال ومن الحقائق بكواذب الآمال كما قال الشاعر
 أماني من سعد رواء علي الظما *سقتنا بها سعدى علي ظمإ بردا
 منى إن تكن حقا تكن أحسن المني *وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
وهي أضر شىء على الإنسان وتتولد من العجز والكسل وتولد التفريط والاضاعة والحسرة والندامة ...... وإنما شرف النفس وزكاتها وطهارتها وعلوها بأن تنفى عنها كل خطرة لا حقيقة لها ولا ترضى أن يخطرها بباله ويأنف لنفسه منها ثم الخطرت بعد أقسام تدور على أربعة أصول :
خطرات يستجلب بها العبد منافع دنياه
وخطرات يستدفع بها مضار دنياه
وخطرات يستجلب بها مصالح آخرته
وخطرات يستدفع بها مضار آخرته
فليحصر العبد خطراته وأفكاره وهمومه فى هذه الاقسام الأربعة فإذا انحصرت له فيها فما أمكن اجتماعه منها لم يتركه لغيره وإذا تزاحمت عليه الخطرات كتزاحم متعلقاتها قدم الأهم فالاهم الذي يخشى فوته وأخر الذي ليس باهم ولا يخاف فوته ) .

الثلاثاء، فبراير 11، 2014

ثنائيات رباعية



الكتاب و الحديد
بسم الله ، و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، و على آله وصحبه و من والاه و بعد :
تقوم الدولة في الشريعة على ركيزتين :
الأولى : الكتاب الهادي ، الثانية :الحديدالناصر
قال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)) ، قال ابن تيمية (فذكر تعالى أنه أنزل الكتاب والميزان وأنه أنزل الحديد لأجل القيام بالقسط وليعلم الله من ينصره ورسله ولهذا كان قوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر وكفى بربك هاديا ونصيرا)أمرض القلوب ج1 ص40
فالكتاب : يرمز إلى الوحي المعصوم ، و المنهج الشامل ، و الرسالة القيمة ، و المبادئ السامية ، و به يكون جهاد الحجة و البرهان ، و هو أكبر أنواع الجهادين  كما قال الله تعالى (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا  )الفرقان52
و الحديد : يرمز إلى القوة الواعية ، و الهيبة البناءة ، و النفوذ الواسع ، و به يكون جهاد السيف و السنان ،
و هذه وسائل الإصلاح المتوازن ، و التربية القويمة ، و القيادة الرشيدة  ، و إلى ذلك أشار الشاعر بقوله :
فما هو إلا الوحي أو حدُّ مُرْهفٍ* تُميلُ ظُبَاهُأخدعَيْ كلَّ ما ئلِ
فهذا شفاء الداء من كل عاقل * وهذا دواء الداء من كل جاهلِ

*
احتمالات العلاقة بين هذين العنصرين لا تخرج عن أربعة احتمالات  :
الإحتمال الأول : اجتماع الكتاب مع الحديد ، فالكتا ب يشير الى المبادئ و الاخلاق و العدالة الاجتماعية ، و الانصاف في قسمة السلطة و الثروة ، و الحديد يرمز للقوة و الهيبة ، و بسط الامن ، و إقامة الحدود ، و ردع المجرمين ، وفي هذا الوضع يكون الاستقرار و البناء و التعمير ، و يتبادل الراعي مع الرعية شعور الحب و الود و الايثار ، كما جاء في الحديث عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ  ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، و الصلاة هنا الدعاء ، أي : تدعون لهم و يدعون لكم ، وقيل يحبونكم في حياتكم و يصلون عليكم بعد مماتكم .

عندها تأوي الكلاب
إلى متاهات الهضاب
و تهيم في البيداء
قطعان الذئاب
 حتى الثعالب تنزوي
 لا تستطيع المكر
 أو ترجو الخراب
و تطير أسراب الحمام
تظلل الأجواء تمحو
كل وهم أو سراب
و الأرض خضراء
تزينها الفراشات الجميلة
ماؤها عذب يغطيها السحاب
فالعدل مبسوط 
بحكم الشرع
من وحي الكتاب
و الأمن محفوظ
 و سيف الحق
في الأرجاء هادر.
وفي ظل هذه الأوضاع الراقية  تستقر الدولة و تستمر، و قد كان ذلك واقعا حياً في خير العصور مع خير القادة و خير الشعوب ، فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أعظم قائد ، و كان مجتمع الصحابة أطهر مجتمع .
الإحتمال الثاني : أن يوجد الكتاب و يغيب الحديد ، و هنا يحضر العدل و تغيب القوة ،تظهر الأخلاق و تتلاشى الهيبة ، فتكون الدولة ذات قيم  بلا حماية ، و لها مبادئ بلا وقاية ، و لها قانون محنط لا يقوى على الحركة ، فيدب الضعف في أوصالها ، و تسري الآفات في مفاصلها ، فتتآكل ثم تتهاوى و تنهار لأنه : لا يطاع لقصير أمر ، و من كان الضعيف فإن حجته ضعيفة.
و من لم يذد عن حوضه بسلاحه * يهدَّم و من لا يتقي الشتم يُشتَم
الاحتمال الثالث : أن يوجد الحديد و يختفي الكتاب ، و هنا يقعقع السلاح ، و تباد الأخلاق ، وتظهر مخالب الظلم ، و تقطع شرايين الفضائل، فيقهر الشعب ، وتئن الرعية ، و تحتقن القلوب ، و تطفح الضغائن ، ثم تنفجر براكين الثورات لتهلك الحرث و النسل ، و تزهق الأرواح ، و يظهر في الأرض الفساد ، و يطل برؤوسهم دعاة الإفساد ، ليصلوا إلى ما يريدون من شهوات و نزوات ، و هذا ما حذر منه الحديث الذي ذكرنا طرفا منه سابقا عن عوف بن مالك الأشجعي(وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ أَلَا مَنْ وُلِّيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وهناك تنتحر العدالة
 بل يواري جسمها
وحلُ التراب
يَسوَدُّ وجه الأرض
ينعق في نواحيها الغراب
و تجول في الأرجاء تنبح
كل قطعان الكلاب
وهناك  ينتحب العفاف
 فأهله قتلوا
و قد فقد المُوَاسي
و المُعَزِّي والصحاب
و هناك تغدو
كل حملان القطيع
وحوش غاب
تتطاول الجرذان
 في سفه
على الأسد الجريح
 تذيقه من كل أنواع العذاب
و الحاكم السفاح يبطش
ليس يذكر حين يلقى الله
أو يخشى العقاب
يؤيده بخبث
كل فاجرة و فاجر
و تصول في الميدان
 دون تحرج
كل المخالب و الأظافر
الاحتمال الرابع  :أن لا يوجد كتاب و لا حديد ، لا أخلاق و لا قوة ، لا دين و لا دنيا ، فهنا يتحول المجتمع إلى غابة ؛ القوي فيها يأكل الضعيف ، و سرعان ما تتآكل الدولة ، و تتلاشى إلى زوال و انهيار  ، و هنا يكون الحشف و سوء الكيلة ، و من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه ..
ولا خير في اليد مقطوعة * و لا خير في الساعد الأجذم


و الله المستعان