شريط اعلانات

اخوتي في مشارق الارض و مغاربها .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. هذه مدونة متواضعة الهدف منها: -خدمة الشريعة .. - نشر العلم النافع .. - تصحيح ما تيسر من المفاهيم الخاطئة .. -الترويح عن النفوس ببعض الملح و النوادر و الحكم .. - و ان تكون صدقة جارية بعد مفارقة هذه الحياة الفانية .. والعضوية فيها مفتوحة لكل من يؤمن بهذه الاهداف ليشارك في خدمة الاسلام و نفع المسلمين . مشاركتكم تقوينا .. وتعليقكم ينفعنا .. و زيارتكم تشجعنا*** اقرأ في هذه المدونة : المظاهر خداعة -الاسلام دين الفطرة و الانسجام مع الكون - من طرائف الطلاب (من هنا و هناك) - علمتني الطبيعة - وحوش المجرة- يمكن البحث في مواضيع المدونة و أرشيفها من خلال زر البحث - و يمكن ترجمتها الى أكثر من 40 لغة من خلال زر الترجمة

الأربعاء، مارس 11، 2015

حقيقة تنظيم الدولة الاسلامية

الاستاذ عادل عبدالوهاب
ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) فيهم نوعان من العناصر :
الأول : من صح فهمه و ساء قصده ، يعرف الحق و يعمل على هدمه ، يتحرك بفهم و دراسة و يحمل نوايا خبيثة ، و مقاصد دنيئة ، وهم الزعماء و القادة ، و من يدعم هذا التنظيم سرا أو جهرا من الدول و الحكومات الشرقية و الغربية ، التي تتبع سياسة جديدة في إبادة المسلمين عبر الحروب الطائفية ، و التي تتولى إدارتها أيادي مدربة متخصصة ، و بأحدث التقنيات ، و تهدف إلى أهداف كثيرة أشار إليها بعض الباحثين منها :
- ﻀﺮﺏ ﻧﻔﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺩﺍﻋﺶ .
- تجميل ﻭﺟﻪ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻠﻦ ﻳﺴﺘﻘﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻱ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺩﺍﻋﺶ .
- إﺳﻜﺎﺕ ﺃﻱ ﺻﻮﺕ ﻳﺪﻳﻦ ﻣﺬﺍﺑﺢ ﺗﺤﺼﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻷﻥ ﺩﺍﻋﺶ ﺫﺑﺤﺖ ﺑﻼ ﺣﺴﺎﺏ .
- ﺗﻮﻃﺌﺔ ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ ﺻﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻹﺭﺗﻜﺎﺏ ﻣﺠﺎﺯﺭ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺬﺭﻳﻌﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢ .
- ﺻﻨﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﺿﺪﻩ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺮﻡ .
- ﺍﻟطعن في ﺍﻹﺳﻼم ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻱ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﺸﺮّﻑ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻼ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﻋﺶ .
- ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺟﺪﺍً ﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻧﻬﺐ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﻭﺇﺿﻌﺎﻓﻬﺎ .

الثاني : من ساء فهمه و حسن قصده ، و هم الأكثرون من أتباع هذا التنظيم من الشباب المسلم المتحمس ، الساعي لإعادة الخلافة ، الكاره للظلم و الظلمة ، لكنه منساق مغرر به ، مفتقر إلى العلم و سلامة الفهم ، قليل المعرفة بأصول الدين و قواعد الشريعة ، منخدع بالشعارات البراقة ، لا يعرف حقيقة من يقوده و لا إلى أين يقوده ، و أكثرهم غير مستعدين للتراجع طبقا لقول القائل :
ومن البلية عذل من لا يرعوي * عن غيه وخطاب من لا يفهم
و من النماذج الواضحة لهذا النوع الذي يعاني من التشوهات الفكرية ، و الخلل المنهجي بسبب قلة العلم و ضعف الفهم ؛ شخصية عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي ، و هو من زعماء الخوارج ، فقد كان ابن ملجم فارسا شجاعا شارك في فتح مصر، وكان من العُبَّاد المتألهين، ومن قراء القرآن المشهورين، قرأه على معاذ بن جبل رضي الله عنه وبلغ من إتقانه حروف القرآن أنّ عُمَر رضي الله عنه كتب إِلَى عَمْرو بْن العاص: أنْ قَرّبْ دار عَبْد الرَّحْمَن بْن مُلْجم من المسجد ليُعَلِّم النّاس القرآن والفقه ، فوسَّع له مكان داره ،
قال ابن حبان رحمه الله تعالى: فَخرج عَبْد الرَّحْمَن بْن ملجم وَمَعَهُ سيف مسلول حَتَّى أَتَى مَسْجِد الْكُوفَة، وَخرج عَليّ من دَاره وأتى الْمَسْجِد وَهُوَ يَقُول: أَيهَا النَّاس، الصَّلَاة الصَّلَاة، أَيهَا النَّاس: الصَّلَاة الصَّلَاة، وَكَانَت تِلْكَ لَيْلَة الْجُمُعَة لسبع عشرَة خلت من رَمَضَان، فصادفه عبد الرَّحْمَن بن ملجم من خَلفه ثمَّ ضربه بِالسَّيْفِ ضَرْبَة من قرنه إِلَى جَبهته... فقال علي رضي الله عنه: احْبِسُوهُ وأطيبوا طَعَامه، وألينوا فرَاشه، فَإِن أعش فعفو أَو قصاص، وَإِن أمت فألحقوه بِي أخاصمه عِنْد رب الْعَالمين، فَمَاتَ عَليّ بْن أبي طَالب غَدَاة يَوْم الْجُمُعَة. و صدق أبوحيان الأندلسي حين قال :

يظُنُّ الغمرُ أَنَّ الكُتبَ تـهدي * أَخا فــــهم لإِدراكِ العُـــــــلومِ
وَما يَدري الجَهولُ بِأَنَّ فيها * غَوامِضَ حَيَّرت عَقلَ الفــهيم
إِذا رُمتَ العُلومَ بِغَيرِ شَـيخٍ * ضَلَلتَ عَن الصراطِ المُستَقيمِ
وَتلتَبِسُ الأُمورُ عَليكَ حَتّى * تَصيرَ أَضلَّ من تُـوما الحَكيمِ

ضُرب بتوما الحكيم المثل فى الجهل , قرأ حديث ( الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء ) ، فقرأها بالتصحيف الحية السوداء ، وكان يداوى بذلك فهلك على يديه نفر كثير .
و قد يكون بينهم من ساء فهمه و ساء قصده .
والآن النظام السوري له خلايا تفعل فعل داعش من الذبح و التقتيل و الإبادة للأطفال و النساء و ربما باسم داعش ، و هناك جناح أمريكي ( داعش ميديا ) و هم الذين يصدرون الأفلام عالية الجودة على الطريقة الهوليوودية و يستخدمون الأسلحة الأمريكية ، و تظهر على أجسادهم الأوشام الأمريكية و هم لا يشعرون . و المتتبع للأحداث يتبين له أن داعش الآن تتناوشها جبهات مختلفة يمكن حصرها في أذرع ثلاثة :

الأول : الشباب الذين تربوا على منهج سيد قطب الثوري ، ويلحق بهم المتحمسون من الشباب المنتسبين للسلفية الذين يفتقرون الى الفقه و ينقصهم العلم مع حماسهم و اندفاعهم .
الثاني : خلايا النظام السوري التي تصطاد في الماء العكر ، و تعمل على تصفية خصومها في هذا المناخ الملتهب ، و تدعمها الخلايا الشيعية التي تشترك معها في نفس الأهداف و النوايا ، و قد ظهر زعيم داعش في خطبته المشهورة يرتدي الجلباب الأسود و العمامة السوداء مثلما كان يرتدي الخميني الهالك و حسن نصر اللات في إشارة واضحة للعلاقة الشيعية الداعشية ، وكذلك فإن تنظيم داعش - في سلوك مفضوح - لا يهاجم الجيش النظامي و إنما يهاجم الجيش الحر المقاوم لنظام بشار .
الثالث : الجناح الأمريكي ، و هو الجناح المحترف المستخدم للميديا و مواقع الانترنت ، و المصدِّر لأفلام الرعب ذات التقنية العالية ، و يدعمه الجناح الاسرائيلي المشارك في صناعة داعش ( لماذا لاتهاجم داعش اسرائيل و هي التي تقصف الفلسطينيين منذ عشرات السنين ؟؟ و هل أمريكا عاجزة عن القضاء على داعش !!و قد أسقطت صدام الذي كان أقوى و أشد ؟؟ و من الذي صنع طالبان ؟؟ و من الذي صنع تنظيم القاعدة ؟؟
بناء على هذا يمكن القول بأن داعش شركة للقتل متعددة الجنسيات ، و أن خلف كل خلية إرهابية تخطيط أمريكي صهيوني ، و سوف تتكرر مسرحية تنظيم القاعدة في العراق ، و طالبان في افغانستان ، مع داعش في سوريا : بعد تحقيق الاهداف و تحديد المواقع و الشخصيات بدقة تتدخل امريكا لتضرب ضربتها و تمارس دور البطولة .

و الواجب على المسلم في زمن الفتنة أن يتثبت و يتحرى و لا يتعجل في استصدار الأحكام أو اتخاذ القرارات ، و لا يعتمد على الصور المزيفة و المقاطع المزورة التي يستخدمها الإعلام المضلل ، كوسيلة من وسائل الحرب النفسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق